استيقظنا في ذلك الصباح الباكر على صفارات إنذار وصوت مقدم اخبار النشرة يخبرنا عن غزاة على أبواب جزائرنا الحبيبة قادمون من عالم الاخرة،العالم البعيد الذي لا نعرفه بصورة واضحة وجيدة ،واخبرتني جدتي ان هؤلاء ليسوا بغزاة وإنما هم اسلافنا الذين غضبوا على فتنتنا الحالية وعلى انحدار أخلافنا وتفريطنا في بلادنا ، ولذا هم عازمون على انقاذها منا،ومن أنانيتنا وجشعنا ولامبالاتنا وصراعاتنا فيما بيننا،وقالت لي جدتي ان الحل وخلاصنا من هذا العقاب الشديد أن نسارع في تقدبم توبتنا عن ما قمنا به من ضرر تجاه وطننا وقيامنا بمصالحة حقيقية أولا مع الأسلاف وفيما ببننا،وقلت لجدتي انا مستعد لمقابلة هؤلاء الأسلاف،الا أنها قالت لي هم لا يريدونك أنت يا بحليتو هم يريدون شيئ أخر فخرجت لهم سلطة الحل والعقد،فخرجت من البيت وتوجهت الى مقر التلفزيون وطلبت أن أرى المسؤول الاول،الا ان المسؤول الاول رفض مقابلتي، وعندئذ توجهت الى سعداني وحاولت اقناعه فقال لي انه لا يعترف بسلطة الموتى،وانه سيقاوم كل من تسول له نفسه غزو الجزائر حتى وان كانوا ابناء جلدتنا وقال لي ان افالان يستحق الشرعية فهو غامر بنفسه وبكل ما يملك ليحرر الجزائر من توفيق وأصحابه ولذا فهو غير مستعد لان يفرط في نضاله والمكاسب التي حققها في سبيل دولة مدنية،فقلت انت لا تريد ان تسمع سوى لنفسك،لكن ما ان ابتعدت عن مقر الافالان حتى رأيت بعض الاشخاص يركضون خلفي ومعهم كلاب ضخمة، فرحت اجري ببنما الكلاب تجري خلفي ثم عثرت وراحت الكلاب تقترب مني لتنهشني وعندما صرخت وجدتني قرب جدتي وهي تحاول انقاذي من الكابوس...