لا تزال قرية ولبان التابعة إداريا لبلدية القادرية حوالي 40 كلم غرب ولاية البويرة تعيش عزلة تامة جعلتها تصنف ضمن أكثر المناطق تضررا بولاية البويرة نتيجة سياسة التهميش والإقصاء التي فرضت عليها فالقرية تفتقد الى أدنى ضروريات الحياة الكريمة إضافة إلى جملة من المشاكل التي اجتمعت لتصنع معاناة حقيقية للسكان. الزائر لهذه القرية التي تقع في أعالي جبال القادرية سيكتشف للوهلة الأولى حجم المعاناة التي يعيش فيها السكان إثر الغياب التام لمشاريع التنمية، إذ تنعدم بها معظم المرافق الضرورية، فسكانها ينتظرون منذ عشرات السنين التفاتة جادة من السلطات المحلية لتجسيد بعض المشاريع الإنمائية ووضع حد نهائي لهذا الوضع الذي أصبح من الصعب تحمله و الـتأقلم معه . أزمة سكن حادة يأتي مشكل السكن في المقدمة حيث أصبح هاجسا بالنسبة لسكان القرية أكد البعض أنهم يعيشون أزمة حادة في مجال السكن بالرغم من إستفادة البعض من رخص البناء الريفي، مشيرين في ذات السياق أنه من غير الممكن مغادرة قريتهم لأن رزقهم مرتبط بها وهو ما جعلهم يطالبون بضرورة برمجة مشاريع سكنية بالمنطقة من شانها تحسين مستواهم المعيشي وتضمن الاستمرارية في خدمة أراضيهم الفلاحية. بطالة خانقة ومخدرات إن المتجول القرية سيكتشف للوهلة الأولى اتساع دائرة البطالة وتفشيها جراء الغياب التام لفرص العمل مما جعل علامات اليأس وملامح الحزن بادية على وجوه الشباب ، كما أدت هذه البطالة إلى استفحال ظاهرتي السرقة وتعاطي المخدرات وخاصة وأن البيئة الجبلية تساعد على تعاطيها لعدم وجود الرقابة والشيء الملفت أن حتى حاملي الشهادات الجامعية لم يسلموا من هذا المشكل الحاد، فأغلبهم يعيش حالة يأس بسبب عدم إتاحة الفرصة لهم للحصول على منصب شغل كما أبدى بعض الشباب الجامعيين استيائهم من الطرق التي تنتهجها الدولة للقضاء على مشكل البطالة حيث وصفوا عقود ما قبل التشغيل "بالحلول الترقيعية" تجعل حلمهم في السكن والزواج يراوح مكانه إلى غاية إشعار أخر. انعدام المرافق الترفيهية زاد من حجم المعاناة عبر شباب القرية عن تذمرهم من الغياب الكلي لمرافق الترفيه والتسلية التي بإمكانها أن تمنحهم قسطا من الترفيه والراحة، وتحميهم من انعكاسات التسكع في الشوارع وتنسيهم قليلا من المشاكل المتراكمة حيث أوضح بعض الشباب أنهم يضطرون لقضاء أوقات الفراغ بالمقاهي التي تعتبر المتنفس الوحيد لقضاء بعض الوقت في الدردشة أو متابعة المباريات الرياضية ، في حين يلجأ البعض إلى البلديات المجاورة لممارسة رياضتهم المفضلة، وهو ما يكلفهم المزيد من المال والوقت .أما الأطفال فيلجأون إلى اللعب في الطرقات وفي الأحراش بالرغم من الأخطار المحدقة بهم خاصة الخنازير التي باتت تتجول بحرية مطلقة. مشكل الإرهاب وغياب المشاريع التنموية أجبر السكان على الهجرة اضطر الكثير من السكان خلال العشرية السوداء إلى مغادرة قريتهم بسبب الظروف الأمنية الصعبة التي عاشتها المنطقة بحكم وقوعها بمنطقة جبلية نائية مما جعلهم عرضة للكثير من الممارسات البشعة كتجريدهم من ممتلاكاتهم والضغط عليهم للالتحاق بصفوف الجماعات الإرهابية وهو الوضع الذي لم يتحمله سكان القرية مما دفعهم إلى الهجرة باتجاه مناطق أخرى أكثر أمنا تاركين وراءهم بيوتهم وأراضيهم الفلاحية ولكن بعد عودة الأمن والاستقرار عاد الأمل من جديد إلى السكان في العودة لقريتهم والاستقرار فيها مجددا، لكن غياب أبسط المرافق الضرورية وانعدام التهيئة جعل العائلات المهاجرة تعيد التفكير في قضية العودة . ونظرا لهذه الظروف القاسية ناشد السكان السلطات المحلية من أجل تجسيد برنامج تنموي شامل لإعادة بعث الحياة بالمنطقة.