بهدف خلق نوع من المتعة والترفيه لصالح نزلاء ونزيلات وجعلهم يعيشون تجربة مغايرة بعيدا عن جدران دار المسنين بالبويرة، وفي مبادرة أولى من نوعها تستحق التشجيع، نظم نهاية الأسبوع الفارط طلبة جامعة محند أكلي ولحاج بولاية البويرة رحلة ترفيهية لفائدة القاطنين بدار العجزة إلى غابة تيزي اوجعبوب، والتي أعادت البسمة إلى وجوه المسنين.
حسب أحد المنظمين، فإن هذه المبادرة تدخل في اطار النشاطات الخيرية التي يقوم بها طلبة جامعة محند أكلي ولحاج بالبويرة تمس الآباء والأمهات الذين يقطنون بعيدا عن عائلاتهم، بعد أن أدار الزمان ظهره لمن أفنوا حياتهم في تربية أجيال ليجدوا اليوم أنفسهم بين جدران دار المسنين، وأضاف محدثنا أنه تم اختيار غابة تيزي اوجعبوب، كونها المكان الذي يتوافق مع حالتهم الصحية والنفسية وما يناسب سنهم، خاصة وان المسنين يميلون إلى الهدوء ويحبون الطبيعة، حيث السكينة وراحة البال.
ولأن هالدف من المبادرة كان إدخال بعض الدفء الأسري للعجائز، تم تحضير وجبة الغداء التي تمثلت في الشواء على الهواء الطلق، وبعد تناول وجبة الغداء، أخذ النزلاء فترة استراحة تخللتها قعدة للفن الشعبي، وفترات ضحك ومرح تخللها تقديم القهوة والحلويات.
ومن جهة أخرى، أكد المتحدث، أن الهدف من هذا العمل الخيري هو تحسيس المسنات والمسنين، أن هناك أشخاصا مهتمين بهم ويهمهم أمرهم، مما يبعث فيهم التفاؤل وعدم اليأس من الحياة، مضيفا أن مثل هذه الرحلات ترفع من معنويات هذه الشريحة التي تحتاج إلى دفء العائلات التي تخلت عنها، خاصة وان دموع الفرحة لم تفارق أعينهم، رغم المعاناة اليومية التي يعيشونها من فراق واشتياق للأهل والأقارب.
واستحسن العجزة الذين زاروا لأول مرة في حياتهم غابة تيزي اوجعبوب، المبادرة الرائعة التي أخرجتهم من الروتين اليومي الممل وقضوا عدة ساعات بين الطبيعة الخلابة أنستهم معاناتهم اليومية من الوحدة القاتلة بعيدا عن أبنائهم وعائلتهم، متمنين أن تتجدد مثل هذه المبادرات، خاصة وان رحلة تيزي اوجعبوب جاءت لتخلق الدفء العائلي بين الأفراد والطلبة المشرفين على الرحلة، فضلًا عن جعلهم يشعرون بنوع من الاهتمام الخاص والسعي إلى إدماجهم في المجتمع، لاسيما أنَّ هذه الفئة من المجتمع تعيش حالة من الإقصاء والحرمان من الدفء العائلي والأسري.