ثلاثة أحرف تهدم إمبراطورية الشروق…“cbc”

يبدو أن مالك مجمع الشروق علي فضيل، قد فتح على نفسه بابا من المتاعب يصعب عليه جدا إغلاقه، بعدما تورط في استنساخ علامة تجارية لقناة cbc المصرية، مقدما مشروع قناة “cbc بنّة” انجازا كبيرا وهو في حقيقة الأمر “سطو” فكري على إحدى القنوات المعروفة على الصعيد العربي، مثلما أكده محمد هاني نائب رئيس مجلس الإدارة ورئيس قنوات cbc في اتصال هاتفي مع “الجزائر 24” .

يؤكد محمد هاني نائب رئيس مجلس الإدارة ورئيس قنوات cbc في تصريحاته لـ”الجزائر 24″ ما نقلناه في مقال سابق حول أسباب وخلفيات اختفاء شاشات الشروق عن الظهور يوم الأربعاء الفارط بين الساعة 11 و 12 منتصف النهار، فالحجب كان إشارة من القمر الصناعي إلى مجمع الشروق بوجود خطا جسيم تم ارتكابه .
ووفق تصريح محمد هاني فان قناة CBC المصرية قد تقدمت بشكوى رسمية إلى القمر الصناعي أوتلسات بسبب القرصنة التي تعرضت لها العلامة التجارية، ما جعل القمر الصناعي يتحرك ويرسل اعذارات إلى الشروق، هذه الأخيرة لم تستجب فكان الرد بتوقيف البث مؤقتا، حتى يظهر لها جدية الأمر، وهو ما ادخل ملاك الشروق في حالة من الارتباك والضغط .
ولان هذا يعتبر سطوا فكريا، فان قناة الشروق معرضة للدخول في متاهات القضاء ودفع غرامات مالية جراء هذه الخطوة، زيادة على تغيير اسم القناة أو إيقاف بثها من طرف مسؤولي القمر الصناعي اوتلسات، وتوقيف البث هو مؤشر قوي على أن إيقاف القناة سيتم في أي لحظة .

يرى محدثنا أن ما أقدم عليه مسؤولو مجمع الشروق يعتبر “جريمة” مكتملة الأركان، فالملف الذي اعتدته القناة المصرية المرفق بالشكوى، تثبت أن التسمية تعود إلى مجموعة CBC المصرية، والعلامة التي تتوشح بها قناة بنة الشروق، هي ملك للغير، متوعدا بمتابعة الواقفين على هذا الفعل أمام القضاء دون هوادة ولا تسامح .
ووصف محمد هاني نائب رئيس مجلس الإدارة ورئيس قنوات cbc، الخطوة التي أقدم عليها مجمع الشروق بـ”النصب” وهو ما يضعهم تحت طائلة القانون، فالقضاء عادة ما يتعامل بحزم مع هذه التجاوزات، هذا الأمر يضع علي فضيل في ورطة، تجهل عواقبها، خاصة وان القمر الصناعي أخذ شكوى القنوات المصرية على محمل الجد .
وشدّد المصدر نفسه على أن الطرف المصري لن يقف عند هذا الحد، مشيرا في تصريحه “لن نكتفي بهذا وسنتخذ كل الإجراءات القانونية والقضائية لملاحقة الشركة المالكة لهذه القنوات الجزائرية” .

هذه المتاهة التي قضّت مضاجع علي فضيل جعلته يقف بين نارين، الأولى هي المساءلة المتواصلة من طرف الشركات التي تدفع مقابل بث إعلانات على قنوات الشروق، على اعتبار أن العقود تم إمضاؤها والقناة التزمت ببث الاشهارات في أوقات محددة سلفا، لكن حجب القناة من طرف القمر الصناعي دون سابق إنذار، قد يجعل هذه العقود تذهب في مهب الريح .
الأمر الثاني هو التساؤلات المتكررة التي يطرحها الرأي العام حول التوقيفات المتكررة للقناة، وهو ما يضع جدية القناة على المحك، خاصة في ظل المنافسة الشديدة التي يعرفها مجال السمعي البصري في الجزائر، فالغياب عن البث ولو كان مؤقتا يعتبر ضربة قاصمة للقناة، بما أن المشاهد يجد الكثير من البدائل أمامه .
وفي ظل هذا الوضع والتوقيفات الجزئية التي تعرفها القناة بين الفينة والأخرى حيث تغيب الشروق عن الشاشة يوميا لفترات منقطعة منذ أشهر، فإن مصير العقود الإعلانية التي أبرمتها القناة يصبح مهددا، وقد يصل إلى سحب المعلنين الكبار والشركات الاقتصادية منتجاتها بشكل نهائي من المؤسسة.

علامة استفهام كبيرة يطرحها كل مطلع على نتائج الإحصائيات التي يقدمها معهد “إيمار “IMMAR حول ترتيب هذه القناة في الساحة الإعلامية الجزائرية، بعد معرفة أن شعار هذه القناة غير قانوني، وكان الأجدر بمعهد متخصص في سبر الآراء وتقديم الإحصائيات الإلمام بأدق التفاصيل، خاصة وان القناة المالكة للشعار مصرية .
كل هذا يضع مصداقية التقارير التي تقدمها هذه المعاهد على المحك، وتشير بما يدع مجالا للشك بوجود صفقات رابح –رابح بين مالك القناة وصاحب المعهد، من اجل إيهام الرأي العام بان هذه القناة أو تلك تحتل الصدارة، وخلق هالة إعلامية مبنية على معطيات ونتائج مزيفة، وهو ما اشرنا إليه في مواضيع كثيرة سابقة .
وبالعودة إلى مناسبة تدشين قناة “سي بي سي بنة” قال المدير العام لمجمع الشروق “نحن نُعيد نفس السيناريو بتحد أكبر، بإطلاق قناة “بنة CBC” قنوات الشروق للإنتاج السمعي البصري بنة”، بحلة وتشكيلة جديدتين، من جانبه قال رشيد فضيل، إن هذه الباقة المتنوعة من البرامج الجديدة التي ستطل بها قناة بنة CBC، نقدمها كهدية للمشاهدين بمناسبة اقتراب حلول الشهر الفضيل، حتى نعينهم على الصيام وعلى استفتاح هذه القناة بالخير والبركات .