قال الوزير الأول أحمد أويحيى ، اليوم الأربعاء ، إن منطقة التبادل الحرّ التي تم إطلاقها اليوم بكيغالي، تبعث برسالتين لشعوب القارة، و للشعب الجزائري على وجه التحديد، مؤكدا على ضرورة استغلالها كفرصة لتطوير الاقتصاد الوطني.
وأوضح أويحي، في حديث لإذاعة الجزائر الدولية، أن الجزائر شاركت في بناء الصرح الإفريقي منذ حرب التحرير وحتى محطة اليوم من منطلق حرصها على أن يكون هذا الصرح ذا نوعية وفعالية، مبرزا جهود الرئيس بوتفليقة في بناء هذا الصرح مع "أشقائه الأفارقة".
وقال أويحيى الذي يمثل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في أشغال القمة الاستثنائية للاتحاد الإفريقي :" الجزائر كانت من بين الرواد في بناء الصرح الإفريقي منذ حرب التحرير ومشاركتها في مؤتمرات الدار البيضاء ومنروفيا، وكنا في كل المحطات من صناع المحفل الإفريقي في 1963 إلى إتفاقية أبوجا واتفاقية دوربان لتأسيس الاتحاد الإفريقي حتى محطة اليوم، وفي كل محطة تحرص الجزائر ليكون الصرح الإفريقي ذا فعالية ونوعية، وهنا أذكر بالمبادرة التي قام بها فخامة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة مع نظرائه من نيجيريا وجنوب أفريقيا حيث أنشأوا النيباد وغيرها من الآليات التي ساهمت في رفع مكانة إفريقيا في العالم".
وأشار الوزير الأول إلى أن إفريقيا "كانت تستدعى في اللقاءات الدولية التي تقام من أجل تنميتها وتنتظر ما يقرره الآخرون بشأنها، لكنها اليوم تتوجه لهذه اللقاءات وفق خريطة طريق ويساهم الآخرون في الأهداف المسطرة من قبلها".
وأضاف:" اليوم يتم تكريس قرار اتخذ في قمة أبوجا عام 1991، وهو قرار إنشاء منطقة تبادل حر، والتي تعد آخر محطة في إدماج أفريقيا إقتصاديا. والجزائر وقعت على هذه الاتفاقية من منطلق صراحتها المعهودة تجاه أشقائها الأفارقة بأن يكون خطابها للعالم متجانسا، وهو أننا نمر بمرحلة إقتصادية صعبة بسبب أنهيار أسعار النفط، ولذلك أبلغنا أشقاءنا الأفارقة بأن هذا الأمر سيفرض على الجزائر مرحلة إنتقالية.
في سياق متصل أكد الوزير الأول أنه تم تأجيل التوقيع على الاتفاقية المتعلقة بحرية تنقل الأشخاص في أفريقيا مبرر ذلك بـ" الحاجة لشرحها أكثر للرأي العام".
وأوضح أويحيى :" ذلك أنه حتى إذا وقعنا عليها مستقبلا فهذا لا يعني أبدا أننا نفتح الباب أمام الهجرة غير الشرعية مع ضرورة التأكيد هنا أن الجزائر، والجزائر العاصمة تحديدا، كانت ملجأ لحركات التحرير وعاصمة للأحرار ثم عاصمة للطلبة الأفارقة حيث تستقبل سنويا، وهو ما يجهله الكثيرون، أكثر من 5 آلا طالب أفريقي من مختلف الجنسيات. إذا كنا نحن المغاربة فشلنا في تنشيط آليات الإتحاد المغاربي لأسباب يعرفها الجميع، فآمل أن يدفع الفضاء الأفريقي نظيره المغاربي للتحرك من أجل الالتحاق بالموكب الأفريقي من خلال هذا الفضاء الواسع".
وبسؤاله حول ماذا يمكن لبلادنا أن تستفيده من التوقيع على هذه الإتفاقية، شدد الوزير الأول أحمد أويحي على أن "الجزائر بدأت تهتم بعملية التصدير لأفريقيا بعد أن كانت هذه الثقافة شبه غائبة بسبب الوضع المالي المريح الذي كانت تعرفه بلادنا أو البحبوحة المالية كما يسميها البعض مع رفضي لهذا المصطلح، وقد انتظم منتدى جزائري أفريقي في التعاون الاقتصادي منذ سنتين بالجزائر، وشرع رجال أعمال جزائريون في دخول السوق الأفريقية، وهذه مؤشرات على اهتمامنا بهذه السوق، وأنا على قناعة أن المصدر الجزائري لديه ما يصدره للخارج لكن المشكلة حاليا التي يعانيها المتعامل الجزائري هي هشاشة الإنتاج المحلي.
وبالتالي فإن الجزائر ستستفيد من إطلاق هذه المنطقة لأن الاقتصاد الجزائري خارج المحروقات يعد من أبرز الإقتصادات في القارة السمراء فنحن من بين أربع إلى خمس دول الأولى قاريا في الإنتاج الصناعي وحتى الفلاحي، كما ستستسفيد القارة من مزيد من الاندماج. والواقع أن اتفاقية اليوم تقدم رسالتين للفضاء الاقتصادي الجزائري أولا: رسالة أمل وهي مستقبل سوق أوسع، والرسالة الثانية هي للتجنيد و تحسين الأداء"حسب الوزير الأول أحمد أويحيى.