مديرة التربية بتيارت تعلن الحرب على الفساد

لم يعد أحد يفهم ما يجري هذه الأيام بمديرية التربية في ولاية تيارت بعدما اختلط النابل بالحابل في التصرفات اللامسؤولة التي بات يجهل من ورائها، فبعد أن سال حبر كثير حول الامتحانات المهنية والإدارية والتي ضربت فيها عرض الحائط خاصة كثير من العمال المهنيين الذين قضوا أكثر من 10 سنوات ما بين كنس الأقسام وتنظيف دورات المياه وأصغرهم يفوق 30 سنة من العمر ورغم مساراتهم الموجودة إلا أن القائمة كشفت أسماء لا علاقة لها بالعمل المهني حتى ان أصوات من داخل المديرية قالت "إن القائمة حملت حلاقين وأصحاب سيارات الأجرة وأصحاب نفوذ من كل القطاعات وغيرها".

وكان هذا الأمر مجرد كلام إلا أن غياب رئيس مصلحة الامتحانات والتمدرس منذ نشر قائمة العمال المهنيين الناجحين، إلى جانب لعبتهم في مدة وجيزة مجرد تستر على القائمة التي باتت تطرح اكثر من سؤال. كما أنه ـ حسب أصوات من مبنى المديرية ـ فإن القائمة أنهت مهام رئيس المصلحة واستبداله بـ "الذراع الأيمن". فيما لجأ بعض الذين كانوا يعولون على هذا الامتحان إلى الفضاء الأزرق لتوصيل تظلمهم إلى القائمين على الولاية والوزارة الوصية.

وحسب العارفين بمصلحة الامتحانات، فإن التغيير الذي أجري على المصلحة يعد "ماكياجا"، حيث إن الذي عين الآن هم نفس المهندس وقائمة الإداريين والعمال المهنيين مع آخرين بالمديرية يعدون من المحسوبين على الامتحانات، مما يكشف عن تقسيم كعكة الامتحانات المقبلة بالطريقة التي قسمت بها الامتحانات المهنية الإدارية حتى أن البعض أصبح متخوفا من سطوة هذه الزمرة على مصلحة الامتحانات يديرها "الحاج قدور" وتنتهي مهامه ليستبدل "بقدور الحاج".

فيما يؤكد ذلك الفوضى التي عرفتها المديرية من تلاسن وتشاجر وصل إلى مسامع مخرج البناية نظرا لتصادم المصالح وعدم تقسيم الكعكة بالتساوي من مديرية التربية والتكوين المهني ومصالحهما، الأمر الذي يدفع لتدخل مديرة التربية لإعادة حساباتها بهذه المصلحة التي من المفروض أن هناك كفاءات تسير الامتحانات في شفافية وتوصلها إلى بر الأمان وحتى لا تتطاول الألسنة من هؤلاء الذين جروا المديرية إلى الفساد على أن المسؤولة الأولى عن التربية هي من تسير المصلحة ووضع القوائم، وكذا يستوجب من السلطات الولائية والوزارة الوصية التدخل لتقليم أظافر من يلعبون بمصير المغلوب على أمرهم من ممتحنين قبل أن يستفحل الأمر ويتم اقتسام كل المناصب فيما بينهم دون مراعاة من لا حول لهم ولاقوة.