البلاد - آمال ياحي - دعا وزير الصحة والسكان إلى وضع استراتيجيات تتماشى مع التغيرات التي طرأت على المجتمع الجزائري من حيث النمط المعيشي والوضعية الوبائية، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة أصبحت تتصدرها الأمراض غير المتنقلة والأكثر انتشارا وأصبحت تبعاتها وآثارها تثقل كاهل الدولة والمجتمع. وقال الوزير بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للتغذية أن الجزائر استطاعت في مجال الصحة أن تبني استراتيجية تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة، خاصة وأن تغيير النمط الغذائي يستدعي صرف النفقات اللازمة لتحمل المضاعفات الناتجة عن بعض الامراض كالسكري وامراض القلب وتصلب الشرايين والزهايمر وبعض انواع السرطان.
وأضاف الوزير في هذا الصدد أن الأمراض المذكورة تسمى بأمراض العصر لصلتها المباشرة مع النمط المعيشي السائد من حيث طريقة ونوعية الأكل، إضافة إلى عدم ممارسة الرياضة مما أدى إلى الانتشار الرهيب للأمراض غير المتنقلة وعلى رأسها السمنة التي أصبحت “مشكلة حقيقية للصحة العمومية”. وفي هذا الاطار، قال ميراوي إن الوزارة تبنت استراتيجيات وبرامج صحية لحماية المواطن من أخطار الأمراض الناجمة عن الأكل غير الصحي والإفراط في الأكل وعدم ممارسة الرياضة، لا سيما المخطط الوطني المتعدد القطاعات للحماية من عوامل الخطر المسببة للأمراض غير المتنقلة (2015- 2019).
ومن بين محاور هذا المخطط، ذكر الوزير المحاور المتعلقة بترقية الأكل الصحي والنشاط البدني بتعريف المواطن بالعلاقة بين الصحة والاكل وتحديد القواعد الصحيحة للأكل الصحي والتحسيس بأهمية الرضاعة الطبيعية ودور المعلمين في غرس مبادئ نمط المعيشة الصحي، إلى جانب نشاطات أخرى تدخل في هذا المسعى. وبهذا الخصوص أشار الوزير إلى أن الاستراتيجية التي تبنتها الجزائر في مجال الصحة ترتكز على محاور أساسية تتمثل في التكفل بصحة المرأة والطفل وتقليص نسبة الوفيات عند الولادة، إلى جانب مكافحة الأمراض المتنقلة وتقليص نسبة الوفيات بسبب الأمراض المزمنة، إضافة إلى تطوير الصحة العقلية”.
وخلال مراسيم الاحتفال باليوم العالمي للتغذية الذي اختير له هذه السنة شعار “الغذاء الصحي وصفر مجاعة”، أشار ميراوي إلى أنه منذ مصادقة الجزائر على برنامج التنمية المستدامة وفي إطار تعزيز أهداف الالفية الثمانية للتنمية بما في ذلك القضاء على الفقر وترقية الصحة والتعليم وكذا المساواة بين الجنسين، فإن مختلف البرامج الوطنية الصحية التي تبنتها الوزارة الوصية تتم من خلال رؤية جديدة تتماشى والمسعى العالمي، خاصة وأن الهدف الثالث لبرنامج الامم المتحدة سخر كله للصحة وذلك تحت عنوان “للجميع الحق في العيش بصحة جيدة وللجميع الحق في الحصول على الخدمات الصحية دون تمييز”. واستطرد الوزير قائلا: “ضمن هذا المنظور يظهر جليا أنه لا يمكن تحقيق هذه الأهداف الا من خلال تبني الرؤية التي وضعت في رزنامة 2030 لترقية الصحة والتي تقوم أيضا على تحسين مؤشرات أخرى لها علاقة وطيدة بالهدف الثالث للتنمية المستدامة وهو القضاء على الفقر بكل أنواعه”.
في السياق نفسه، ذكر ميراوي أن القضاء على الفقر بكل انواعه هو الهدف الأول لبرنامج التنمية المستدامة، مضيفا أن أساسه يتمثل في تحصين الأمن الغذائي والتغذية الصحية وترقية وضمان زراعة دائمة للمحاصيل المستهلكة في نطاق واسع.