السعي لغرس ثقافة الكشف المبكر
خضعت نهاية الأسبوع الجاري بسطيف 300 امرأة من مختلف الفئات العمرية للتشخيص المبكر لسرطان الثدي في إطار حملة واسعة منظمة من طرف جمعية “الشفاء” المحلية لرعاية مرضى السرطان، حسب رئيس ذات الجمعية.
ومكنت هذه الحملة التي تواصلت على مدى يوم كامل من اكتشاف خمس حالات إصابة مؤكدة بهذا المرض لنساء تتراوح أعمارهن ما بين 40 و 60 سنة لم يسبق لهن الخضوع للكشف المبكر عن هذا المرض الذي يعد واحدا من أنواع السرطانات الأكثر انتشارا بالمنطقة، مثلما أكده رئيس ذات الجمعية، زكرياء أبو بكر.
وقد تم التكفل بحالات الإصابة المكتشفة وتوجيهها من طرف الطاقم الطبي المكلف بالعملية قصد استكمال الفحوصات الطبية اللازمة وتحديد وضعيتهم الصحية بدقة، كما أوضحه رئيس جمعية “الشفاء” لرعاية مرضى السرطان.
وتهدف هذه الحملة الصحية إلى استهداف أكبر عدد ممكن من النساء بالمنطقة لاسيما اللواتي لم يخضعن من قبل لعمليات مماثلة وذلك في إطار تنفيذ برامج الصحة الجوارية وتقريب العلاج من المواطن بالتنسيق مع المؤسسة العمومية للصحة الجوارية والعيادة المتعددة الخدمات “الهضاب”، وفق ذات المتحدث.
ويسعى القائمون على هذه المبادرة إلى غرس ثقافة الكشف المبكر على هذا المرض الذي يعد كذلك واحدا من الأسباب الرئيسية للوفاة لدى هذه الفئة بالمنطقة وتعزيز الوعي بأهمية الوقاية منه وكذا توفير سبل التحكم فيه طبيا ومعالجته في حينه بأقل جهد وأقل تكاليف، مثلما ذكره أبو بكر.
ووفرت في هذا الإطار جميع الوسائل المادية اللازمة إلى جانب طاقم طبي يضم أطباء وأخصائيين من المركز الجهوي لمكافحة السرطان بسطيف من أجل ضمان تشخيص فعال والتكفل الإستعجالي بالمصابات في حال اكتشاف حالات مؤكدة من بين النساء اللواتي خضعن للفحص.
وأبدت بالمناسبة أغلب النساء اللواتي تقدمن لإجراء الفحوصات وعيا “كبيرا” بضرورة الوقاية من هذا المرض من خلال تشخيصه في مراحله الأولى بالإضافة إلى أهمية التطرق إليه وبشكل مفصل وعدم جعله من “الطابوهات” ما يؤدي إلى زيادة حالات الإصابة التي قد تنتهي بالوفاة، كما أبرزه رئيس الجمعية.
وقدمت بالمناسبة نصائح وتوجيهات حول ضرورة الفحص الذاتي الذي يجب أن تقوم به كل إمرأة بصفة دورية وإبراز دوره في اكتشاف حالات الإصابة بسرطان الثدي وبالتالي تحسين معدل تعافي المصابات منه وتقليل معدل الوفيات الناجمة عنه.
واعتبر زكرياء أبو بكر بالمناسبة أن “ثقافة الفحص الذاتي لا تزال مغيبة لدى فئة كبيرة من النساء بالولاية لأسباب متعددة أهمها الخوف من اكتشاف المرض وتجاهله وغياب الوعي بخطورته فضلا عن نقص المعلومات حول كيفيات القيام بهذا الفحص.”
وينتظر أن تمس الحملة المنظمة في إطار فعاليات ” أكتوبر الوردي” والتي ستدوم إلى غاية نهاية الشهر الجاري ما لا يقل عن 200 امرأة أخرى وذلك ابتداء من الأسبوع المقبل، حسب رئيس جمعية الشفاء لرعاية مرضى السرطان بسطيف.
يذكر أن 120 امرأة يمثلن جميع شرائح المجتمع من طالبات جامعيات وربات بيوت وطبيبات وغيرها شاركن اليوم السبت في فعاليات الطبعة الثانية للماراطون الوردي وذلك على مستوى المدرسة الوطنية للألعاب الاولمبية.
وتهدف هذه التظاهرة التي بادرت بها ذات الجمعية بالتنسيق مع مديرية الشباب والرياضة بالولاية الى تشجيع المواطنين على التفاعل وتقديم الدعم لمحاربة سرطان الثدي.