البلاد.نت – محمد بلعليا: تحتضن الجزائر غدا الخميس، اجتماعا لوزراء خارجية دول الجوار الليبي، بمشاركة كل من تونس، مصر، السودان، تشاد والنيجر، حسب ما أفاد به اليوم الاربعاء بيان لوزارة الشؤون الخارجية.
ويأتي اللقاء بمبادرة من الجزائر، حيث "يندرج في اطار الجهود الحثيثة التي تبذلها الجزائر، لتدعيم التنسيق والتشاور بين بلدان الجوار الليبي والفاعلين الدوليين من أجل مرافقة الليبيين للدفع بمسار التسوية السياسية للأزمة عن طريق الحوار الشامل بين مختلف الأطراف الليبية لتمكين هذا البلد الشقيق والجار من تجاوز الظرف العصيب الذي يعيشه وبناء دولة مؤسسات يعمها الأمن والاستقرار"، وفقا لما نص عليه بيانه الخارجية.
وينتظر أن يتم استعراض التطورات الأخيرة الحاصلة في ليبيا على ضوء الرصيد الحاصل للمساعي التي ما فتئت الجزائر تبذلها تجاه المكونات الليبية والأطراف الدولية الفاعلة، ونتائج الجهود الدولية الأخرى في هذا الإطار، لتمكين الأشقاء في ليبيا من الأخذ بزمام مسار تسوية الأزمة في بلدهم بعيدا عن أي تدخل أجنبي من أي كان ومهما كانت طبيعته.
ويحظى هذا اللقاء باهتمام دولي كبير، لا سيما من طرف كبرى وسائل الإعلام، حيث خصص موقع رويترز حيزا هاما للحدث، ونقل عن مصدر مطلع قوله "إن الجزائر، التي لها حدود طولها ألف كيلو متر مع ليبيا، تعمل من أجل تحقيق إجماع لتأمين أكبر فرصة ممكنة للتوصل إلى اتفاق سلام“ في هذا الاجتماع. واعتبر المصدر ان للجزائر علاقات طيبة مع كل الأطراف في ليبيا.
أما موقع الجزيرة.نت، فعنون: "قبيل اجتماع بالجزائر.. مجلس الأمن يدعو فرقاء ليبيا للالتزام بوقف إطلاق النار"، حيث استعرض المقال دعوة مجلس الأمن الدولي الأطراف الليبية إلى الانخراط بإيجابية في اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة من أجل التوصل لوقف لإطلاق النار في أسرع وقت، فيما تستضيف الجزائر غدا اجتماعا لوزراء خارجية دول جوار ليبيا لبحث الأزمة الدائرة في الأخيرة.
كما تطرق الموقع إلى الأضرار التي لحقت بليبيا جراء تواصل النزاع، حيث نقل تفاصيل تقرير صادر عن غوتيريش كشف فيه أن 284 مدنيا قتلوا، كما أُجبر 140 ألفا على النزوح، منذ بدء هجوم قوات حفتر على طرابلس مطلع افريل الماضي.
وبالمقابل اكتفت الوكالة التركية الرسمية الاناضول، التي يحل وزيرها للخارجية في الجزائر قريبا، بنقل تفاصيل الخبر مخصصة له حيزا هاما.
وكانت تركيا قد بررت تواجد مقاتلين لها في ليبيا، معتبرة أنهم من أجل تدريب الجنود الموالين لحكومة الوفاق.
كما أوردت قناة العربية جانبا من التحليل لهذا اللقاء، وعادت بالحديث الى مؤتمر برلين، الذي حضرته الجزائر وكان لها دور بارز فيه. وتسعى الجزائر الى حل الأزمة الليبية عن طريق الحوار، بعيدا عن التدخلات العسكرية الأجنبية.
وبدورها تطرقت الصحافة الفرنسية الى اللقاء، حيث قال موقع tv5monde إن الجزائر تكثف من تحركاتها في ومن مشاوراتها حرصاً منها على البقاء على مسافة متساوية من الطرفين وضد أي تدخل أجنبي.
أما فرانس برس فنقلت عن الدبوماسي الجزائري سابقا عبد العزيز رحابي في تحليلها لتداعيات القضية وللقاء الجزائر قوله إن "الجزائر دعت دائما إلى إشراك جيران ليبيا لأنهم يتأثرون مباشرة بالآثار الجانبية للأزمة".