يعتبر واحدا من أكبر الأحياء كثافة سكانية في الولاية
يعيش سكان المجمع السكاني بحراثن، حياة غير طبيعة بالمرة، خاصة في المدة الأخيرة، وذلك بسبب غياب الأمن والأمان داخل حيهم، حيث أصبح مرتعا للشجارات والإعتداءات والعصابات المنظمة، التي تمارس كل أشكال الجريمة والممنوعات، خاصة وأن الكثافة السكانية فيه كبيرة جدا، ومن مختلف شرائح المجتمع وذلك بحكم أن المجمع يضم عمارات السكن الإجتماعي وعمارات بصيغة التساهمي والترقوي المدعم، فهو خليط من كل الأجناس والمستويات مما جعله ساحة للمعارك والاشتباكات التي أصبحت تتكرر كل يوم، بالرغم من موقعه الجغرافي الذي لا يبعد عن مقر الدرك الوطني سوى ببعض الكيلومترات.
ع.براهيم
شجارات يومية وعصابات منظمة تمارس كل أنواع الجريمة
يشهد حي حراثن، شجارات يومية متكررة أبطالها عصابات منظمة، تزرع الرعب في نفوس سكان الحي ونغصت عليهم حياتهم اليومية وجعلتهم رهينة لمجموعة من الأشرار، إذ أنه وبمجرد حلول الظلام، يبدأ معه سيناريوهات أفلام الرعب، حيث أن عصابات الحي منقسمون إلى مجموعات وكل مجموعة تحاول فرض سيطرتها ومنطقها على الحي وهو ما يؤدي إلى نشوب شرارة المعارك بينهم بسبب اصطدام المصالح الإجرامية وتعارضها، وهو ما جعل السكان يعيشون الخوف والدعر كل يوم على حياتهم وحياة أولادهم، ناهيك عن الانتشار الرهيب لتجارة الأقراص المهلوسة والمخدرات، وهو ما جعله مجمع سكني مكتمل أركان الجريمة.
الحي يجمع أصحاب مختلف الصيغ السكنية وقاطنوه من كل مناطق الولاية
الشيء الذي زاد من الطين بلة، وأزم الوضع أكثر، هو أن انتماءات سكان الحي، والذي صبت فيه عديد عمليات الترحيل من مختلف جهات الولاية، وذلك على إختلاف ثقافاتهم وعاداتهم وأنماط عيشهم وعدم قدرتهم على العيش والإنسجام وسط ثقافة تقبل الآخر، وهو ما ولد حالة من الحقد والضغينة اتجاه بعضهم البعض، وكل جهة من الجهات تحاول بسط هيمنتها وقوتها على الحي، بالإضافة كذلك إلى تعدد الصيغ السكنية، بين الإجتماعي إلى التساهمي والترقوي المدعم الذي ولد أيضا نوعا من الطبقية والتفاوت الإجتماعي بين سكانه، مما ولد سلوكات كالسرقة والإعتداءت والمشاكل التي لا يكاد يمضي يوم إلا ويكون هنالك ضحية للسرقة أو لإعتداء لفضي أو جسدي.
هجرة جماعية للعديد من العائلات خوفا على أرواحهم وأولادهم
المشاهد الإجرامية التي تتكرر كل يوم، دفعت بالعديد من العائلات إلى الهروب وترك منازلهم مغلقة خوفا على أرواحهم وأولادهم وأيضا عدم تحمل ضغط الحياة هنالك تحت تأثير الخوف والمشاكل اليومية، حيث يقول أحد سكان الحي وهو إطار في الجامعة، أنه اضطر إلى ترك منزله مغلقا والهروب بجلده من الحي، حيث أنه لجأ إلى كراء منزل آخر بأحد الأحياء الأخرى، هروبا من المشاكل والاعتداءات اليومية خاصة وأنه يعمل وزوجته وقد تعرض منزله في الكثير من المرات إلى محاولات السرقة في غيابهما، وهو حال الكثيرين الذين لم يطيقوا مرارة العيش هنالك خاصة وأن الأوضاع تسئ أكثر من يوم لآخر.
ضرورة وضع مخطط أمني عاجل قبل حدوث كوارث أكبر
على الرغم من وقوع الحي في منطقة لا تبعد بأكثر من كيلومترين على مدرسة للدرك الوطني ووحدات التدخل السريع، إلا أن هذا لم يمنعه من أن يتصدر قائمة أكبر حي إجرامي في الولاية وبؤرة سوداء، ولهذا وجب على السلطات الأمنية إعادة النظر في المخطط الأمني داخل كل المجمع السكني قبل فوات الأوان وقبل حلول كوارث أخرى، لأنه كل يوم فيه اعتداءات وحرب شوارع بواسطة كل أنواع الأسلحة البيضاء من خناجر وسيوف وكل يوم فيه ضحايا مجروحين، وذلك قبل أن تزهق الأرواح هنالك والأكيد أن ذلك ليس ببعيد لأن الأوضاع تسوء أكثر وتتأزم يوما بعد يوم وهؤلاء اللصوص يتمادون كل يوم أكثر.