القصة بالتفصيل أوقفت الشرطة الفرنسية، مساء الخميس، صحافيين كبيرين هما "إيريك لوران" و"كاترين غراسيي" بتهمة ابتزاز ومساومة عاهل المغرب الملك محمد السادس. ووجّهت للصحافيين تهمة "الحصول على أموال عن طريق الابتزاز"، أين طلبا 3 ملايين أورو وتحصّلا على تسبيق قدره 40 ألف. من جهته، قدّم محامي العاهل المغربي "إيريك ديبون موريتي" وهو محامي فرنسي بارز، تفاصيل عن القضية لوسائل الإعلام الفرنسية، وأدان ما أسماه "عملية سرقة لا يقوم بها إلا الصعاليك.. عملية سرقة 3 ملايين أورو، وهو ما يشكّل ضربة قوية لمصداقية الصحافيين البارزين في الوسط الإعلامي الفرنسي". وكان الصحافيان اللذان ألفا من قبل كتابا ضد الملك محمد السادس في 2012 بعنوان "منشرات "لي سوي" ألفا كتابا جديدا عن الملك المغربي وتحصّلا بعد عمليات بحث واستقساء، على تفاصيل تخص حياة العاهل المغربي الشخصية والعائلية، والكثير من تفاصيل حكمه، لكنهما طلبا من الملك تليمهما مبلغا قدره 3 ملايين أورو مقابل عدم نشر الكتاب. هذا وقد تم توقيف الصحافيين بعد موعد تم بينهما وبين ممثل عن الحكومة المغربية في فندق بباريس، وخلال اللقاء تم تسلم الصحافيين من الممثل المغربي الأموال التي طلباها، حسب ما قاله مصدر مقرّب من الملف لوكالة الأنباء الفرنسية. وأضاف المصدر أنّ الصحافيين أوقفا في مقر فرقة قمع الفساد والجريمة ضد الأشخاص، في إطار فتح تحقيق قضائي بتهمة محاولة ابتزاز ومساومة والحصول على الأموال عن طريق الابتزاز. بداية القصة بدأت القصة حسب المحامي إيريك ديبون، في الـ23 من جويلية الماضي، لما اتصل الصحافي البارز إيريك لوران، للمرّة الأولى، بالقصر المالكي المغربي في الرباط، وأبلغ السلطات المغربية بأنه بصدد إنجاز كتاب عن الملك محمد السادس. وتم عقد لقاء أوّل بين لوران وأحد المحامين المغاربة في باريس، وهنا قال الصحافي "إيريك لوران للمحامي المغربي "اسمع، يمكنني عدم نشر الكتاب مقابل 3 ملايين أورو.. الكتاب الذي أقوم بإنجازه رفقة زميلتي كاترين غراسيي". لكن السلطات المغربية رفعت شكوى ضد الصحافي، وهي الشكوى التي فتحت من خلالها النيابة الفرنسية تحقيقا في القضية. وقال المحامي الفرنسي "ديبون" إنّ لقاءات أخرى عقدت بين الصحافي إيريك بوران والمحامي المغربي في باريس، لكن هذه المرّة تحت مراقبة المحقّقين. وكان مصدر قضائي فرنسي أكّد لبعض وسائل الإعلام، أنّ الصحافيين تحصّلا على تسبيق مالي قدره 40 ألف أورو خلال لقاء بينهما وبين المحامي المغربي ممثل القصر، وهو ما شكّل طعما لهما، عملت عليه الإستراتيجية المغربية لاحقا. وأكّدت أمس منشورات "سوي" أنّ الصحافيين "إيريك بوران وكاترين غراسيي" كانا يعملان على إنجاز كتاب خاص عن الملك المغربي محمد السادس، وكان من المقرر أن يصدر شهر جانفي أو فيفري". منشورات "سوي تؤكّد..." من جهته، أعلن الصحافي الفرنسي "نيكولا بو" الذي ألّف عددا من الكتب السياسية رفقة "كاترين غراسيي مثل "حاكمة قرطاج" المخصّص لليلى الطرابلسي زوجة الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي - سنة 2009 عن دار النشر لاديكوفارت-، أنه "مصدوم" وقال "كنت أعرف أنّ كاترين كانت تعمل على إنجاز الكتاب، وإذا تم التأكد من الاتهامات فإن ذلك يعتبر مفاجأة حقيقية وسلوك غريب من قبلها، فهي ليست من نوع الصحافيين الذين يقومون بالبزنسة". وكانت الصحافية كاترين غراسيي كتبت كتابا ناريا عن ساركوزي وعلاقته بالقذافي عنوانه "ساركوزي القذافي.. القصة السرّية للخيانة"، عن دار "سوي في 2013، أين قدّم مسؤول ليبي سابق تأكّدات لتهمة حصول ساركوزي على الأموال من القذافي لتمويل حملته الانتخابية". أمّا "إيريك لوران" فألف عددا كبيرا من الكتب منها "في البنوك الملياران، ولنا نحن الأزمة"، والذي من المفروض أن يصدر في الـ9 من سبتمبر المقبل، كما أصدر "الوجه الخفي للبترول "منشورات" بلون سنة 2006، وكتاب "بوش إيران والقنبلة" سنة 1993، كما وقّع كتابا عبارة عن أسئلة وأجوبة مع العاهل المغربي السابق الملك الحسن الثاني، والد الملك الحالي محمد السادس عنوانه "ذاكرة ملك". للإشارة، كانت العلاقة بين الصحافيين الفرنسيين والقصر الملكي سيّئة للغاية بعد صدور كتابه الأوّل عن محمد السادس عام 2012، حيث منعت الرباط صحيفة "الباييس" الإسبانية من دخول المغرب بعدما نشرت مقتطفات وفصول من هذا المؤلف. يذكر أنّ مُحاميي الصحافيين لم يصدروا حتى مساء الجمعة أي رد فعل أو شرح للموقف.