كشف أمس، المدير العام للجمارك بن طاهر قدور أنّ قانون الجمارك جاهز حاليا وسيتم عرضه قريبا على الحكومة من أجل عرضه للمصادقة عليه بالبرلمان بغرفتيه، موضحا أنّ القانون تضمّن بنودا وشروطا قاسية لوضع حد للآفات التي تضرب باستقرار الاقتصاد في مقدّمتها التهريب، وذلك من خلال تشديد إجراءات الرقابة كذلك مع المتعاملين الاقتصاديين، كاشفا عن منح نحو 200 اعتماد لمتعاملين اقتصاديين فقط ممّن تتوفر فيهم شروط الإنتاجية كمرحلة أولى. أوضح المتحدّث على هامش زيارة له بوهران أنّ معدلات التهريب في ارتفاع محسوس وخطير خلال الآونة الأخيرة سيما بالحدود الغربية للبلاد، حيث كشف أنه تم منذ بداية السنة الجارية حجز ما يزيد 17 طنا من الكيف المعالج دون حساب بقية الكمية التي تم حجزها من قبل بقية الجهات الأخرى ممثلة في مصالح الجيش والدرك الوطني. هذا وأوضح المدير العام على هامش زيارته لعاصمة الغرب أنه تم تشييد 80 مركز مراقبة عبر الحدود مزوّدة بآخر التقنيات والكاميرات المراقبة، و"عزّزنا هذه المراكز التي تم تشييد غالبيتها بأعوان وإطارات الجمارك". وبلغة صارمة أكّد أنّ جهاز الجمارك جاهز بكل منظومته لمواجهة آفة الترهيب وذلك من خلال دعم وجودنا وضرب كل ما يهدّد استقرار الاقتصاد الوطني، مؤكّدا أنّ المديرية ستتجه نحو نمط جديد من الرقابة من حيث التقليل من حجم المراقبة الجمركية عبر المنافذ الحدودية والجوية والبحرية، وفق آليات أشد صرامة لوضع حد للآفات السلبية في مقدمتها التهريب ونحو تحصيل أكثر للجباية والمداخيل للخزينة العمومية. جاءت هذه الزيارة لأجل تنصيب مدير جهوي للجمارك بوهران، حيث تم تعيين عباس الهادي الذي كان مديرا جهويا بعنابة محل المدير الجهوي في وهران العربي جيلالي الذي أحيل على التقاعد بعد مضي فترة تزيد عن 33 سنة أمضاها في الخدمة، من ضمنها 20 سنة كمدير جهوي بعدة مديريات بالوطن. وفي مداخلته عقب إشرافه على حفل التنصيب الذي تم بمقر الولاية، أكد بن طاهر قدور أن الجمارك مجندة برجالها وإطاراتها لرفع التحديات ومجابهة المخاطر التي تمس باستقرار وأمن اقتصادنا الوطني، كما أنّ الظروف الصعبة والعصيبة التي تمرّ بها بلادنا تستدعي مضاعفة الجهود وتظافرها من قبلنا وبقية الجهات لتجاوز المرحلة الراهنة. هذا وشدد المتحدث في كلمة ألقاها بالمدرسة العليا للجمارك بمارافال أنّ السياسة الجديدة للمديرية العامة للجمارك ستعوّل كثيرا على الموارد البشرية وتطويرها، في ظل الإمكانات والميكانيزمات المتوفرة، وهذا ضمن الإستراتيجية التي تم تبينها من سنة 2015 لغاية 2019 بالتنسيق المشترك مع الحكومة، سيما وأنّ دور الجمارك جوهري ومحوري يضيف المتحدث وحاليا نعوّل على مخطط تطوير وترقية الموارد البشرية، وخاطب المدير العام الطلبة المتربصين "من لا يعمل ويجتهد لا مكان له بيننا من الآن فصاعدا". بالمقابل، دعا لضرورة الاستفادة من خبرات الإطارات السامية التي أحيلت على التقاعد وذلك من خلال منحها حق المشاركة والإشراف على ملتقيات لمنح الخبرة للطلبة والإطارات كذلك.