يظهر التقرير الحكومي الصادر مؤخرا عن الفترة من سبتمبر 2022 إلى أغسطس 2023 مؤشرات اقتصادية مشجعة للجزائر. وسجل الناتج المحلي الإجمالي ارتفاعا ملحوظا بنسبة 5.3%، في حين أظهر الميزان التجاري فائضا قدره 11.3 مليار دولار، وبلغ احتياطي النقد الأجنبي 58 مليار دولار.
وقدمت الحكومة تقييمها في وثيقة مكونة من خمسة فصول، تغطي مجالات رئيسية مثل توطيد سيادة القانون، والانتعاش الاقتصادي، والتنمية البشرية، والعمل الدبلوماسي، والدفاع الوطني. وشددت الحكومة عند تقديم هذا التقرير على التركة الثقيلة من الفساد وسوء إدارة الأموال العامة التي أثقلت كاهل الحكومة، ووعدت بتخصيص جميع موارد الدولة من الآن فصاعدا للتنمية وتحسين حياة المواطنين.
وفيما يتعلق بالمجملات الاقتصادية الرئيسية، تشير الوثيقة إلى أن الناتج المحلي الإجمالي ارتفع من 27688.9 مليار دج سنة 2022 إلى 28413.6مليار دج سنة 2023. وعلى الرغم من السياق الاقتصادي الدولي الهش، حافظت الجزائر على نمو اقتصادي متين بلغ 5.3% سنة 2023. وقد دعم هذا النمو القطاعات الرئيسية مثل الهيدروكربونات والزراعة والصناعة والبناء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يصل نمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي إلى 4.9% في عام 2023.
أسعار نفط مزيج الصحراء ، فمن المتوقع أن تنخفض صادرات السلع إلى 52.8 مليار دولار أمريكي في عام 2023، في حين من المتوقع أن تزيد الواردات بسبب التضخم العالمي. ومع ذلك، من المتوقع أن يظل الميزان التجاري إيجابيا، ليصل إلى 11.3 مليار دولار هذا العام.
وبلغ التضخم، الذي يرجع بشكل رئيسي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، 9.5% في الأشهر السبعة الأولى من عام 2023، ومن المتوقع أن ينخفض إلى 7.5% طوال عام 2023.
وفي ما يتعلق بالمالية العمومية، ارتفعت الإيرادات بنسبة 25% بين عامي 2022 و2023، في حين ارتفعت نفقات الميزانية بنسبة 52%، لتصل إلى إجمالي 14.7 تريليون دج (104 مليار دولار). وعلى الرغم من هذه الجهود الكبيرة في الميزانية الرامية إلى تحفيز الاقتصاد، ظل مستوى الدين العام الداخلي تحت السيطرة، وهو ما يمثل 55% من الناتج المحلي الإجمالي في نهاية عام 2022، حتى في سياق دولي صعب.
بالإضافة إلى ذلك، استمرت احتياطيات النقد الأجنبي في الارتفاع من 61 مليار دولار أمريكي في نهاية عام 2022 إلى توقعات بقيمة 73 مليار دولار أمريكي في نهاية عام 2023. بالإضافة إلى ذلك، تمتلك الجزائر احتياطيات نقدية كبيرة من الذهب تعادل حوالي 10 مليار دولار أمريكي بالسعر الحالي على مستوى العالم. السوق الدولية، بما يقرب من 5.5 مليون أوقية.
وانخفضت السيولة البنكية نتيجة عوامل مختلفة، من بينها ارتفاع نسبة الاحتياطي الإلزامي وزيادة التمويل البنكي، مع توقع أن تصل القروض للاقتصاد إلى 10.419 مليار دج سنة 2023، أي بزيادة تزيد على 303 مليار دج مقارنة بعام 2022.
ويشير التقرير أيضا إلى مراجعة حساب الناتج المحلي الإجمالي الذي انتقل من 1989 إلى 2001، فضلا عن إدماج الاقتصاد غير الرسمي، مما مكن من إعادة تقييم الناتج المحلي الإجمالي لسنة 2022 إلى ما يقرب من 32 ألف مليار دج، مما يضع الجزائر في مصاف الدول الأفريقية التي لديها واحدة من أعلى الناتج المحلي الإجمالي للفرد.