البلاد.نت - ذكر الموقع الرسمي لنادي مانشستر سيتي الإنجليزي اليوم الجمعة في مقال مطوّل حول نجمه الجزائري رياض محرز، إن هذا الأخير "يعيش حالة من التوهّج مع النادي"، خاصة بعد أن "قاد زملاءه بأهدافه وتمريراته الحاسمة لمواصلة 21 فوزا على التوالي في كل المنافسات".
كما تطرّق محرّر المقال إلى فترة ابتعاد محرز عن التشكيلة الأساسية للسيتي في موسمه الأول مع الفريق، ثم تألقه في آخر موسمين وبالتحديد في المباريات الأخيرة من الموسم الحالي، قبل أن يعرّج على علاقته بالمدرب بيب غوارديولا وكيف تعامل الجزائري مع قراراته في كل مباراة.
المقال كاملا:
يعيش الجناح الدولي الجزائري رياض محرز حالة من التوهج مع مانشستر سيتي مؤخرا، بعدما قاد الفريق السماوي بأهدافه وتمريراته الحاسمة لمواصلة الانتصارات والتي وصلت إلى 21 فوزا على التوالي في كل المسابقات.
ما بين الابتعاد عن التشكيلة الأساسية للسيتي في موسمه الأول مع الفريق السماوي، وحالة التألق التي يعيشها محرز في آخر موسمين وبالتحديد في المباريات الأخيرة، كيف نجح محرز في تعديل مساره مع الستيزنس؟
تحلَّى رياض محرز بأقصى درجات الهدوء قبل عودته للتألق من جديد، إذ فضَّل العمل والاجتهاد في التدريبات فقط من أجل استعادة مكانه بالتشكيلة الأساسية للفريق، مبتعدا بذلك عن التصريحات النارية التي يطلقها البعض في فترات الخفوت.
وبدا على مدار السنوات الثلاثة الأخيرة أن محرز يتحلى بشخصية متزنة للغاية، فضلا عن ثقته الكبيرة في قدراته كلاعب والتي تجعله يتصرف باحترافية سواء داخل أو خارج الملعب.
اللاعب كان دائم الحرص على إظهار احترامه لوجهة نظر مدربه حتى أثناء عدم مشاركته بشكل أساسي، وفي جميع تصريحاته منذ انضمامه للسيتي كان محرز يؤكد أن اختيار التشكيل حق أصيل للمدير الفني ويشدد على ضرورة تنافس جميع اللاعبين من أجل اللعب.
وحتى في أثناء تألقه، عاد محرز للدفاع عن طريقة بيب في اختيار التشكيل، حيث قال بعد آخر مباراة ضد ولفرهامبتون إن سياسة المداورة التي ينتهجها جوارديولا هي المفتاح للحفاظ على نضارة اللاعبين وتحفيزهم مع الوصول للفترة الحاسمة من الموسم.
وقال رياض: "من الصعب تغيير 6 أو 7 لاعبين من التشكيل الأساسي لكنها الطريقة الوحيدة للحفاظ على اللاعبين، جودة كل لاعب هنا جيدة جدا وكل لاعب يقدم مساهمته وهذا أمر جيد جدا بالنسبة للفريق".
وأصر النجم الجزائري على أن اللاعبين يتمتعون بنفس القدر بميزة تنافسية حادة، والتي بدورها تعود بالفائدة على الفريق، وصرح قائلا: "نحن نتنافس بشكل جيد للغاية مع بعضنا البعض، وأرى أنها الطريقة الوحيدة لتحسين مستوى الفريق".
كذلك يتمتع محرز بعلاقة رائعة مع زملائه في السيتي ويشكل ثنائيا مع البرتغالي بيرناردو سيلفا داخل وخارج الملعب، ويحظى بحب الجميع الأمر الذي ظهر مؤخرا في التدريبات والمباريات، لا سيما في أوقات الاحتفال بالأهداف.
تأثير بيب
وعلى الجانب الفني، ظهر تأثير المدرب الكتالوني بيب جوارديولا جليا على أسلوب لعب رياض محرز في المباريات الأخيرة، حيث باتت قرارات اللاعب على أرضية الملعب أفضل كثيرا، وأصبح أكثر قدرة على اختيار توقيت اللعب بشكل جماعي وتحديد لحظة الاعتماد على مهارته الخاصة.
الحلول الفردية والرغبة الدائمة في المراوغة كانت القرار الأول بالنسبة لمحرز في السابق، وهو الوضع الذي تغير مؤخرا، إذ أصبح ما يفكر به اللاعب هو نجاح الفريق ككل ووصوله إلى مرمى الخصوم.
في المباراة الأخيرة أمام ولفرهامبتون التي كان محرز نجمها الأول، مرًّر محارب الصحراء 34 كرة في الثلث الأخير من الملعب، فضلا عن إرساله 10 عرضيات، وهي أرقام كبيرة تعكس جماعية محرز مع زملائه في الخط الأمامي، ما جعل اللاعب ينجح في خلق 3 فرص مؤكدة للتسجيل.
محرز نجح كذلك في صناعة 3 أهداف في المباريات الثلاثة الأخيرة لنا في الدوري الممتاز بواقع هدف في كل مباراة، وفي كل هدف كان بإمكان اللاعب اختيار الحل الفردي والانطلاق والتسديد لكنه كان دائما يختار العرضيات التي جاءت مؤثرة وأسفرت عن الأهداف.
وعندما يكون الحل الفردي هو القرار الأمثل، لا يتوان محرز عن اللجوء إليه، وهو ما رأيناه في هدفه الرائع أمام إيفرتون الذي منحنا التقدم على ملعب جوديسون بارك، فضلا عن تسديدته المباشرة الرائعة في الهدف الثالث أمام ولفرهامبتون.
وبهدفه أمام إيفرتون، وصل محرز إلى 5 أهداف من تسديدات مباشرة من خارج منطقة الجزاء، ليكون أكثر لاعبي السيتي تسجيلا للأهداف من خارج منطقة الجزاء منذ بداية الموسم الماضي، بالتساوي مع النجم البلجيكي كيفين دي بروين.
أداء اللاعب في المباريات الأخيرة جعله يحظى بإشادة كبيرة من مدربه الذي تغنى به وقال عنه: "هو لاعب يرقص بالكرة على أرض الملعب. لا يخسر الكرة بسهولة. يجذب المدافعين ثم يمرر خلفهم، يرسل عرضيات رائعة. كنا نعرف عنه ذلك ولهذا السبب دفعنا الأموال من أجله. نأمل أن يستمر على هذا المستوى".
ونحن كذلك يا محرز نأمل في استمرارك على هذا المستوى ومواصلة التألق.