شكرا بلماضي على كل ما قدمته لنا أو بالأحرى شكرا يا وزير السعادة على البسمة التي رسمتها في وجوهنا.. شكرا لأنك تخرجنا في كل مرة يلعب فيها المنتخب الوطني من قوقعة الحياة الصعبة والبائسة لمدة 90 دقيقة نلامس فيها سماء السعادة ونخلف ورائنا ولو لهنيهة مشاكل تئن من حملها الجبال.
تأهل المنتخب الوطني إلى الدور الحاسم من تصفيات كأس العالم بقطر 2022، رغم صعوبته إلا أنه جاء بطعم خاص، جاء لأنه رد بطريقة أو بأخرى على من كانوا يشحذون سكاكينهم في المنعرج منتظرين أن يسقط المنتخب ومعه بلماضي الذي أجابهم “لقد خاب سعيكم”.
تأهل رفقاء رياض محرز عقب التعادل 2-2 أمام منتخب بوركينافاسو ضمن الجولة السادسة والأخيرة من تصفيات المجموعة الأولى رفع من انتصارات بلماضي إلى 33 مباراة دون هزيمة، ليضع الخضر على طريقة المنتخبات العالمية الكبيرة على بعد 4 مباريات فقط عن الانجاز الذي حققه منتخب “الأزوري”.
هذا الرجل تمكن في أقل من ثلاث سنوات أن يكسب قلوب الجزائريين بمختلف توجهاتهم ومشاربهم، فرغم أن حرفته هي مدرب كرة القدم ولاعب سابق، وهو العالم الذي يعج بالمنافسة والأنانية والمصلحة، إلا أن شخصيته حققت الإجماع حوله، وفوق ذلك صار النموذج الذي يطالب به الجزائريون في مختلف المجالات والقطاعات، ولا يترددون في اعتباره الشخص الوحيد الذي يشغل منصبه بكفاءة واقتدار.
بلماضي، صاحب الشخصية المميزة والبديهة السريعة، هو رجل أكثر من مدرب، فقد أضفى على مهامه طابعا فلسفيا يبرز تثمين قيمة العمل والاحتراف في إدارة الإمكانيات البشرية والمادية المتاحة، والإبداع في استخراج الطاقة الإيجابية والطاقات الكامنة في أشباله، فصار نموذجا مطلوباً لكل المؤسسات، لأن الجزائر برأي مواطنيها في حاجة إلى فلسفة بلماضي في كل المجالات للخروج من الفشل والرداءة.
بلماضي الذي أطلق عليه الجزائريون لقب وزير السعادة، هو المسؤول الوحيد حاليا الذي يصنع أفراح الجزائريين، بينما تخيم التعاسة في العديد من القطاعات والمؤسسات، فلا أحد تمكن من كسب محبة الجزائريين، كما يفعل هذا الرجل، الذي تُنتظر مواعيده من أجل الانتشاء بلحظات متعة معه ومع كتيبته خاصة مع اقتراب الكان وحلم خوض المونديال الخامس.
سليم.ف