ما يفعله فريق وطني يشارك في المونديال من سمعة طيبة للبلد لا يستطيع أن يحققه الآلاف من وزارات الخارجية وملايين من الموظفين.
في المشاركة الماضية لفريقنا الوطني في منافسة كأس العالم تعرف عشرات الآلاف من البلجيكيين والملايين من الأوروبيين على الجزائر عبر فريقها الوطني الذي كان مميزا ولعب ضد بلجيكا وأصبح حديث العام والخاص لأنه أبهر الجميع بأدائه، وكبرت سمعته مع أدائه الرائع الآن مع الكابتن بلماضي وأصبحت الجزائر عبر فريقها حديث العام والخاص وحتى من ينتقدونه أو يقللون من قيمته فهم متأثرون بوجود هذا الفريق الجزائري.
ومن هنا يمكننا أن نفهم الصراع الضخم والطاحن الذي نراه بين الدول حول بحثها لإيصال فرقها إلى المحافل الكروية العالمية والعمل على إسقاط المنافسين بكل الوسائل بالكولسة حينا والتآمر واللوبيينغ حينا أخر، مثلما يحدث حاليا مع الفريق الوطني.
كرة القدم هي الآن القوة الناعمة الحقيقية، وسيكبر ويعظم شأنها أكثر في السنوات القادمة ولا أزال أتذكر قول سفير مصري سابق في بروكسل للاعب أحمد حسن، أنت من تمثل مصر في أوروبا وأنت السفير الحقيقي، كلمات تؤكد الدور المتعاظم لكرة القدم وللاعبيها في إعلاء سمعة الجزائر عالميا.
الصراع في كرة القدم لم يعد رياضيا فقط بل أصبح سياسيا بامتياز بالنظر لما يقدمه فريق وطني من سمعة جميلة والتعريف بالبلد أمام الأمم، كلنا أحببنا البرازيل في صغرنا وعرفناه عبر فريقها المبهر والآن العالم يتعرف على الجزائر بفريقها المبهر أيضا ويدخل السعادة عند الشباب الجزائري ويعطيهم جرعة افتخار ببلدهم بين الأمم الكبرى ليحس الشاب الجزائري بأنه هو أيضا ند لكبار هذا العالم.
اهتمام الدول بالدفع بفرق وطنية قادرة على المنافسة الدولية سيتزايد ويكبر ويتعاظم خلال السنوات القادمة لأنه يؤمّن لها إشهارا دوليا إيجابيا لا مثيل له ولا يحققه أي نشاط دبلوماسي آخر ولو بضخ الملايين في الوقت الراهن.
ما يحققه الفريق الوطني حاليا من سمعة طيبة، جيدة وإيجابية إفريقيا وعالميا في إطار الدبلوماسية وكقوة ناعمة للجزائر لا تستطيع جيوش من الدبلوماسيين وبالعمل على مدار 24 ساعة في اليوم تحقيقه في سنوات.
ما يحققه فريق بلماضي اليوم للجزائر يذكرني بفريق جبهة التحرير الوطني وما فعله في إعلاء سمعة نضال الشعب الجزائري دولية ودعما لحرب التحرير التي خاضها ضد المستعمر الفرنسي وأزعجته دولي.
الحفاظ على فريق بلماضي واجب وطني ومن الضروري دعمه وإبعاد المشعوذين والمتآمرين عن طريقه فهو أهم قوة ناعمة أسستها الجزائر في الظروف الدولية الصعبة والمعقدة الحالية.
بروكسل / لخضر فراط ـ صحفي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي