“أصحاب ولا أعز”، فيلم مصري لبناني تعرضه منذ حوالي أسبوع منصة “ناتفليكس”، أثار ضجة إعلامية في مصر من أول يوم عرض فيه، وطالب من “خدش ” الفيلم حياءهم بمتابعة الممثلة المصرية، منى زكي، على دورها الجريء في الفيلم، كما طالبوا السلطات بمنع عرضه.
شخصيا لم أر في الفيلم شيئا مخالفا للواقع المعاش في منطقتنا العربية التي تدعي العفة والشرف، غير أنه عرى الواقع المزري للمجتمعات العربية والإسلامية، وكشف نفاقهم المقيت، فشتان بين ما تفوهت به منى زكي وبقية الشلة حول مائدة العشاء التي دارت حولها أحداث الفيلم، وبين ما يعيشه اللاجئون السوريون هذه الأيام في المخيمات تحت الثلج، حيث تجمدت عائلة بأكملها تحت عاصفة ثلجية، وهي معاناة تعود سنويا مع كل شتاء منذ بداية المؤامرة على سوريا وشعبها التي سميت نفاقا بالثورة من أجل الديمقراطية، وكانت النتيجة تدمير سوريا وتهجير الملايين من شعبها عبر بلدان العالم، كما لم تثرهم أخبار اغتصاب الازيديات في العراق ولا بيع السوريات في أسواق النخاسة الحديثة وغيرها من أخبار القتل المروعة.
صحيح أن الفيلم جريء، لكنه ليس أكثر جرأة من أفلام “سينما زمان” التي يحاول المجتمع المنافق التبرؤ منها، وإن كان يعاب على الفيلم أنه أظهر وأن كل الزيجات التي قدمها للمشاهد فاشلة ومبنية على النفاق وانعدام الثقة بينهم، وأن كانت قصة الفيلم في الحقيقة منقولة من فيلم إيطالي في الاصل، ووحده الصديق المثلي الذي كان يخفي على أصحابه حقيقته وميولاته الجنسية الصادق في علاقته بعشيقة الذي يخفيه عنهم، وكشفته رسالة صوتية أرسل بها له بينما تبادل وزوج الشخصية التي تمثلها منى زكي الهواتف، ما أثار غضب هذه الأخيرة وأفسدت الجلسة قبل أن يذهب كل إلى حال سبيله.
لكن ما أهملته الانتقادات للفيلم هو جرأة الفتاة الوحيدة في الفيلم التي تتحدى والديها في ممارسة الجنس قبل الزواج، فبينما ترفض أمها الأمر، وعلى غير حقيقة المجتمعات الشرقية، يدافع الوالد على حق ابنته في ذلك.
لا أدافع عن الفيلم ولا أنتقده فنيا ولا عن الرسالة الاجتماعية التي يعالجها، فهذا ليس اختصاصي، وزد على ذلك، فكثيرا من تكشف الدراسات أن المواقع الإباحية الأكثر مشاهدة في المجتمعات المسلمة العفيفة، كما أن بعض البرامج التلفزيونية في الفضائيات العربية مثل برنامج “أحمر بالخط العريض” اللبناني، يكشف في كل مرة قضايا يندى لها الجبين، وكثيرا ما تتناقل وسائل الإعلام أخبارا عن جرائم شرف مرعبة، وأخبارا عن اغتصاب القصر وقتلهم في المنطقة العربية التي تدعي التدين، بينما تغرق يوميا في النفاق والكذب والخيانة.
حدة حزام