ادعت مجلة “مغرب إنتيليجينس” الناطقة بالفرنسية،أمس، أن السعودية اقترحت على الجزائر خارطة طريق تهدف إلى المصالحة بين الجزائر والمغرب من أجل إعادة العلاقات الديبلوماسية التي أعلنت الجزائر قطعها شهر أوت السنة الماضية بسبب الأعمال العدائية للمملكة ضد بلادنا والتي لم تتوقف يوما منذ الاستقلال مثلما أوضح ذلك وزير خارجيتنا أثناء إعلانه عن قطع العلاقات، بدءا بالعدوان العسكري على بلادنا سنة 1963 أي في أقل من سنة على نيلنا الاستقلال، أين اجتاحت جيوش المملكة تراب بلادنا طمعا في الاستيلاء على مناطق من أراضينا الغربية، بأوامر من الرئيس الفرنسي وقتها ديغول، العدوان الذي خلف ما لا يقل عن 850 شهيدا سقطوا دفاعا عن ترابنا، إلى التهجمات الأخيرة لسفير المغرب بالأمم المتحدة الذي طالب بمساعدة الهيئة الأممية على ما أسماه باستقلال منطقة القبائل، وغيرها من التصريحات العدوانية لوزير خارجيتها بوريطة وادعائه أمام وزير الدفاع الاسرائيلي الذي زار المغرب بأن الجزائر تشكل خطرا على أمن المنطقة في محاولة استقواء رخيص بدولة الكيان الصهيوني ضد بلادنا.
وراحت المجلة تنسج قصة من الخيال مدعية أن وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان لدى زيارته الخميس الماضي إلى الجزائر أين التقى بالرئيس عبد المجيد تبون وبوزير الخارجية رمطان لعمامرة ومسؤولين آخرين، اقترح السعودي على الجزائر من أجل عودة العلاقات مع المغرب “خارطة الطريق هذه تركز بشكل أساسي على تدابير خفض التصعيد والحوار تحت رعاية الرياض، وكذا تشجيع قادة البلدين على نبذ جميع أشكال الاستفزاز اللفظي والعدوان الدبلوماسي أو الإعلامي”.
لكن حبل الكذب قصير ولو طال، وها هي مصادر من الخارجية الجزائرية تكذب ادعاء المجلة وتقول أن الأمر يتعلق بأوهام مغربية لا يكون المخزن أوحى بها إلى المجلة في محاولة يائسة لفتح النقاش حول العلاقات بين البلدينطمعا في إعادتها، وأن الضيف السعودي لم يتطرق أبدا إلى الموضوع لأنه يعرف مسبقا الموقف الجزائري من العلاقات مع المملكة، فقد سبق وحاولت كل البلدان العربية والغربية بمن فيها السعودية حث البلدين على إعادة علاقاتهما الديبلوماسية التي قطعتها الجزائر بإرادة منفردة، ولم تنجح.
والسؤال المطروح، لماذا التجني على وزير الخارجية السعودي وإقحامه في كذبة مفضوحة، أم أن الخناق اشتد على المغرب التي عاشت ظروفا قاسية خلال الشتاء الماضي بعد توقيف الجزائر مدها بالغاز مجانا، ما دفع بالشعب المغربي الرافض لسياسة التطبيع مع اسرائيل الخروج إلى الشارع في مظاهرات عارمة عرفتها كل المدن المغربية وتستر عليها الإعلام العالمي، ويسعى المخزن اليوم بكل الطرق البحث ولو بالادعاءات والأكاذيب على من يضغط على الجزائر من أجل إعادة العلاقات؟
أليس هذا اعترافا بإفلاس السياسة المغربية التي لم تنفعها علاقتها مع اسرائيل ومحاولاتها الاستقواء بها على الجزائر في شيء، سوى أنها خسرت الكثير بخسارتها العلاقة مع الجزائر؟
حدة حزام