أكد وزير الدفاع المالي، ساديو كامارا، في احتفال، رسميا الشراكة العسكرية مع روسيا التي لم تعد تقتصر عن قوات من منظمة “فاغنر”الروسية الخاصة، بل تعدتها حيث تسلمت دولة مالي معدات عسكرية، من بينها طائرات ومروحيات من روسيا، ما يعني أن روسيا الاتحادية بدأت تتمركز بقوة في منطقة الساحل، وهذا بعد القطيعة التي فرضتها السلطة الجديدة في مالي على فرنسا وأجبرت القوات الفرنسية على الانسحاب من البلاد.
لكن يبدو أن تموقع روسيا في منطقة الساحل لم يرق للإعلام الغربي الذي يقود حملة إعلامية هذه الأيام تنديدا بما سموه بالتدخل الروسي الصيني في إفريقيا، بينما يخرس نفس الإعلام عن التواجد العسكري الإسرائيلي في المغرب، والذي أول من يستهدف الجزائر، وكأن إفريقيا هي حديقتهم الخلفية ومن حق حكوماتهم وجيوشهم وحدها التدخل فيها، تنصب العملاء حكاما على رؤوس شعوبها وتستنزف ثرواتها وتفرض عليها جباية أبدية حيث تفرض فرنسا على 14 بلدا إفريقيا من مستعمراتها القديمة ضريبة سنوية تفوق الخمسين مليار أورو ثمن ما تسميه بالبنية التحتية التي تركتها هناك.
فمن حق دولة مالي أو أية دولة إفريقية أخرى أن تقيم تحالفا مع روسيا أو الصين أو أية قوة أخرى لصد أطماع الغرب الذي لم يكتف باستنزاف ثروات هذه البلدان بل زرع فيها الإرهاب، والرئيس تبون محق عندما قال إن بعض الإرهاب في مالي مصطنع.
وهو نفس الكلام الذي قاله بعض الخبراء الأمنيين في مالي حين اتهموا فرنسا بالوقوف وراء زرع جماعات إرهابية في مالي لتبرير تواجدها العسكري هناك والتغطية على ما تقوم به من سلب لثروة مالي من ذهب ويورانيوم وغيرها من النفائس التي تزخر بها الأراضي المالية.
فلولا التدخل الروسي في سوريا لانهارت سوريا وتم تقسيمها مثلما كان مخططا لها، ولبقيت مثل العراق مرتعا لكل أنواع الإرهاب واللصوص تنهب ثرواتها.
ثم، ما دامت إسرائيل تريد أن يكون لها مقعد مراقب في منظمة الوحدةالإفريقية، وتقيم لها قواعد عسكرية في المغرب، وتوقع اتفاقيات التعاون العسكري وتجري المناورات العسكرية في الأراضي المغربية، فمن حق بلدان الجوار، أن تستعين بروسيا وتمنحها موطئ قدم لتواجدها في المنطقة، لردع أي مخطط صهيوني سواء كان يستهدف الجزائر أو أية دولة أخرى، وما على الدول الأوربية إن كانت تريد أن يكون المتوسط بحيرة سلام، ولمنع تمدد روسيا في المنطقة إلا إجبار إسرائيل على الانسحاب العسكري من المغرب، وأن تتوقف على تهديدها السافر للجزائر، لأن أي توتر في المنطقة ستدفع دول أوروبا ثمنه غاليا، ورسالة الجزائر من وراء مناورات الدرع الإفريقي التي سيجريها جيشنا مع الجيش الروسي في نوفمبر المقبل، واضحة وعلى من يهمه أمن واستقرار المنطقة وليس الجزائر وحدها فك شفرتها.