أدرك الناخب الوطني السابق، وحيد حاليلوزيتش، أن الجزائر بلد مختلف تماما عن بقية البلدان وأن الشعب الجزائري شعب فريد من نوعه كما أدرك وحيد حاليلوزيتش الذي تمت إقالته أمس الأول من قبل الجامعة المغربية لأسباب واهية أنه كان عليه اختيار الجزائر مجددا عندما سمحت له الفرصة بعد إقالة الناخب الوطني السابق، رابح ماجر.
المدرب السابق لـ “الخضر” كان قريبا من تدريب المنتخب الوطني أنداك وكان اسمه الأبرز والأقرب من بين المرشحين لقيادة العارضة الفنية لمحاربي الصحراء، لكنه كالعادة أخطأ الاختيار مثلما فعل سنة 2014 عندما فضل الرحيل على عروض البقاء والاستقرار مع المنتخب الوطني الجزائري، مفضلا المال على حب الجماهير الجزائرية التي ترجته البقاء دون جدوى، ليرحل بعد ذلك لخوض تجربة جديدة مع منتخب الساموراي انتهت بطرده مثلما كان عليه الحال نهاية الأسبوع الجاري مع المنتخب المغربي.
المدرب الفرانكو بوسني كان يدرك جيدا أن مغامرته مع أسود الأطلس انتهت بحكم خبرته الطويلة في الملاعب الافريقية ومعرفته بمعادن الرجال كان يدرك جيدا أن “لقجع” ليس مثل “روراوة” والجماهير المغربية لن تدافع عنه مثلما فعل الجزائريون بعد نكسة كان 2013.
لكنه فضل البقاء وانتظر الطرد ربما للحصول على مستحقاته كاملة عوض الاستقالة وخسارة كل شيء.
إقالة الناخب الوطني السابق من تدريب منتخب أسود الأطلس قبل 100 يوم فقط عن مونديال قطر قد يكون ظاهره الخلاف الحاصل بينه وبين “لقجع” حول قضية مهاجم تشيلسي “زياش”، لكن باطنه وحقيقته أن حاليلوزيتش دقع ثمن دفاعه الدائم عن الجزائر والجزائريين في وجه الهجمات الغير مبررة من صحافة وإعلام المخزن الذي يسعى بصفة مستمرة الى تشويه كل ما هو جزائري.
الصحافة المغربية التي حاولت السخرية من أشبال بلماضي بعد الاقصاء المر من “كان” الكاميرون وجدت في وجهها المدرب البوسني الذي قاد منتخبها إلى مونديال قطر ليقول لها “عيب أن تسخروا من منتخب وطني كبير مثل الجزائر كفاكم من الأسئلة السخيفة”.
في هذه اللحظة أدرك “حاليلوزيتش” أن مهمته على رأس العارضة الفنية للمنتخب المغربي لن تستمر طويلا حتى أن قيادته لتشكيلة أسود الأطلس للمشاركة في مونديال قطر لن تشفع له بذلك. المنتخب الوطني الجزائري لم يخسر كثيرا بعدما رفض المدرب البوسني عرض “الفاف” بالعودة لقيادة دكة سفينة “الأفناك” لأن بلماضي أنساهم في انجازات حاليلوزيتش لكن هذا الأخير خسر الكثير عندما قال لا للجزائر في صيف 2018.
سليم. ف