إحياء للذكرى الثانية لتوقيع اتفاقيات إبراهيم بين دولة الامارات العربية المتحدة ودولة الكيان الصهيوني، يعتزم وزير خارجية هذه الأخيرة القيام بزيارة للمغرب تحضيرا لرئاسة قمة مع بعض الدول العربية التي وقعت على اتفاقية التطبيع، أين سيعين الدولة التي ستعقد بها القمة من بين هذه الدول في الوقت الذي يرجح البعض أن تحتضنه المغرب.
وإن لم يحدد بعد مكان وتاريخ انعقاد هذه القمة، إلا أنه يبدو أنها تسعى للتشويش على القمة العربية التي تسعى الجزائر جاهدة لاحتضانها يوم الفاتح من نوفمبر المقبل، الذي يتزامن والذكرى الثامنة والستين لاندلاع الثورة التحريرية المظفرة، في محاولة للم شمل البلدان العربية بما فيها سوريا التي حرمت من مقعدها في المنظمة العربية لا لشيء إلا لأنها قاومت المؤامرة المسماة بالربيع العربي، المؤامرة التي استهدفت الدول الوطنية التي قاومت الاحتلال الصهيوني، ما يوحي بأن مهمة الجزائر ستكون شاقة أمام طابور التطبيع والخيانات التي لم تعد تجر في الخفاء، وبالتالي فليس مستبعدا أن تسعى دول التطبيع لإفشال قمة الجزائر لأن هذه القمة ستحاول إعادة الجامعة العربية إلى دورها الرئيسي لتكون قلعة للدفاع عن القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية والسورية ولما لا قضية اليمن الذي يعيش منذ أكثر من سبع سنوات حربا مدمرة يقودها عليه ما يسمى بالتحالف العربي الذي تقوده المملكة السعودية.
قلت ستكون مهمة الجزائر صعبة لكنها غير مستحيلة، فإما أن تعود الجامعة العربية لدورها الأساسي وتعمل على لم شمل الدول المنتمية إلى هذه المنظمة، أو تعلن إفلاسها وتظهر على حقيقتها أنها مجرد هيكل بدون روح ولا مبادئ تدافع عنها، هذا إذا لم تكن وسيلة في يد المطبعين، أما الجزائر فسيكون لها شرف الوفاء لمبادئها التي لم تحد عنها وعبرت عليها بالمال والسلاح وبالرجال خلال حربي 1967 و1973 التي قادتها مصر ودول عربية أخرى ضد الكيان المحتل، وهي اليوم تقاوم بكل ما أوتيت من قوة تطبيعا صار يهددها على حدودها الغربية، التطبيع الذي وقعه المغرب والذي هو أكثر من تطبيع بل احتلال صهيوني للمغرب، والذي صار خطرا حقيقيا على الجزائر لأنه يسعى لزعزعة استقرار بلادنا. وبالتالي فعلى القمة العربية أن تحدد موقفها مما يخطط له على حدودنا الغربية، فالتواجد العسكري الصهيوني والقواعد التي تسعى إسرائيل لإنشائها على بعد كيلومترات من حدودنا هي بمثابة إعلان حرب علينا، عقابا لنا على دعمنا اللامشروط للقضية الفلسطينية والقضية الصحراوية، فالجامعة العربية ليست بحاجة لبؤرة توتر أخرى بالمنطقة.
حدة حزام – مديرة جريدة الفجر