كل يوم يدهشنا محمد بن سلمان بمواقفه الثورية التي غيرت وجه المملكة ونفضت غبار قرون من الفكر المتحجر، وهدفه هذه المرة المناهج التربوية، حيث أعلنت المملكة أنها بحاجة لما لا يقل عن 9 آلاف مدرس موسيقى سعيا منها لتعميم تدريس هذه المادة الفنية في كل أطوار التعليم بالمملكة.
موقف آخر يفرض علينا الانحناء أمام هذا الأمير المستنير ذي النظرة المستقبلية، وأمام هذه النهضة الفكرية والعلمية التي يقوم بها الأمير الشاب في كافة الميادين لتحرير مجتمعه من سطوة رجل الدين ومن الفكر الوهابي المتعصب، ونفض على مجتمعه قرونا من التخلف، ومن الفكر الظلامي الذي كان يحرم الموسيقى وينعتها بمزامير الشيطان مثلما كان يحرم كل أنواع الفنون.
يأتي هذا القرار الحكيم، بعدما جنت المملكة على المجتمعات العربية والإسلامية بتمويلها المشروع الأمريكي الهادف لضرب الدول الوطنية وبرامجها التعليمية التقدمية، وكانت النتيجة انتشار الفكر الظلامي والإرهاب في مناهجنا التربوية، وقد دفعت بلادنا الثمن غاليا ولا زالت تدفعه، فبينما يبحث بن سلمان على آلاف الأساتذة لتعليم الشباب السعودي أم الفنون، انتفض حماة المعبد عندنا لما قررت الجزائر إدراج تخصص تدريس السينما في المنظومة التربوية، ولا داعي للتذكير بسيطرة التيار الأصولي على المدرسة وعلى البرامج التربوية.
لا ندري كم من الزمن يكفي قبل أن تصلنا رياح “الفتوحات” التي يقوم بها ولي عهد المملكة في بلاده، هل ننتظر عقودا أم قرونا أخرى لنتحرر من سموم الوهابية التي دمرت أجيالا وحطمت بلدانا، وزرعت وسطنا الكراهية والعنف، وجعلتنا نتقهقر عقودا إلى الوراء،وجعلت من المرأة تحديدا شيطانا وجب رجمه.
مهما كانت المسافة الزمنية التي تستغرقها هذه الثورة لكي تصل إلى مناهجنا ومساجدنا، فالأكيد أن سفارات المملكة بالبلدان الإسلامية ستتوقف عن تمويل التيارات الإسلامية والجماعات الإرهابية بأوامر أمريكية مثلما شهدت بذلك وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، وسيتوقف شيوخها عن إصدار الفتاوى التحريضية مثل تلك التي كانوا يفتونها للتشجيع على القتال في الجزائر سنوات التسعينيات من القرن الماضي.
حدة حزام